تلعب صناعة الحديد في إيران، باعتبارها محركاً رئيسياً للاقتصاد، دوراً لا يُضاهى في توليد العملة الأجنبية وتطوير البنية التحتية للبلاد. في السنوات الأخيرة، أصبحت تصدیر الحديد إلى الدول العربية محوراً رئيسياً في التجارة الخارجية الإيرانية. لكن، ما التغييرات التي شهدتها هذه الصناعة في عام 2024 مقارنة بعام 2023؟ يقوم هذا التقرير التحليلي بمقارنة الإحصاءات والتحديات والفرص بين هذين العامين.
عام 2024: تجاوز العقوبات
في عام 2024، وعلى الرغم من العقوبات الدولية والقيود المالية، تمكنت صناعة الحديد الإيرانية من تسجيل نمو بنسبة تقريبية ٨٪ في حجم التصدیر مقارنة بعام 2023. وفقاً لبيانات جمارك إيران، بلغت تصدیر الحديد إلى الدول العربية أكثر من ٤.٢ مليون طن هذا العام، حيث استحوذ العراق والإمارات وعمان على ٧٠٪ من هذه السوق. من العوامل الرئيسية في هذا النجاح:
– الطلب المتزايد على المنتجات الإنشائية مثل حديد التسليح والأعمدة في مشاريع البنية التحتية في الدول العربية.
– استخدام ممرات تجارية جديدة مثل مسار بحري شبهار-عمان لتقليل تكاليف النقل.
– الاتفاقيات النقدية مع الشركاء العرب لتجاوز العقوبات المصرفية.
لكن، تأثرت الربحية لبعض العقود بتقلبات أسعار الحديد العالمية وانخفاض قيمة الريال.
عام 2024: قفزة الإنتاج وتوسعة الأسواق
شهد عام 2024 نمواً ملحوظاً في الإنتاج وتنويع الأسواق الخارجية لصناعة الحديد الإيرانية. وفقاً لتقرير رابطة الحديد الإيرانية، أظهر حجم تصدیر الحديد إلى الدول العربية في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام زيادة بنسبة ١٥٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، مع توقعات بأن تصل التصديرات الإجمالية إلى ٥ ملايين طن. أسباب هذه الزيادة تشمل:
– إطلاق مراحل إنتاج جديدة في مجمعات الحديد م
ثل فولاد مباركة والخوزستان.
– توسيع التعاون مع الدول العربية الأقل تطوراً مثل اليمن والسودان لتوفير الحديد لمشاريع الإعمار.
– زيادة تصدیر المنتجات ذات القيمة المضافة العالية مثل الألواح الصناعية والحديد المقاوم للصدأ إلى الإمارات وقطر.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التحسينات النسبية في العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول العربية واستخدام منصات التجارة الإلكترونية إلى جعل التسويق أكثر فعالية.
مقارنة أساسية: 2023 مقابل 2024
– حجم التصدیر: زيادة بنسبة ١٥٪ في عام 2023 مقارنة بعام 2024 (توقعات بـ ٥ ملايين طن مقابل ٤.٢ مليون طن).
– تنوع الأسواق: الدخول إلى أسواق جديدة مثل اليمن والسودان في عام 2024 بينما كان التركيز في عام 2023 على العراق والإمارات.
– معدل الربحية: زيادة بنسبة ١٠٪ في الربح الصافي بفضل تقليل تكاليف اللوجستيات وتثبيت أسعار العملات في عام ١٤٠٣.
– التحديات: في كلا العامين، كانت العقوبات والمنافسة مع الحديد التركي والهندي العوائق الرئيسية، لكن في عام 2024، ساهم استخدام التقنيات الرقمية في إدارة السلسلة التوريدية في تقليل تأثير العقوبات.
دور الدول العربية في نجاح التصدیر الإيراني
في كلا العامين، استحوذت الدول العربية على أكثر من ٦٠٪ من سلة تصدیر الحديد الإيرانية. في عام 2024، ارتفعت حصة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها أكبر مستورد للحديد الإيراني، من ٢٥٪ إلى ٣٥٪ بسبب الطلب المرتفع على مواد البناء لمشاريع مثل إكسبو ٢٠٢٥ في دبي. من ناحية أخرى، شهدت التصديرات إلى عمان نمواً بنسبة ٢٠٪، مما يدل على بناء الثقة للعلامات التجارية الإيرانية في هذه السوق.
التوقعات المستقبلية
مع خطط التطوير الإيرانية للوصول إلى إنتاج ٥٥ مليون طن من الحديد الخام بحلول عام 2026، من المتوقع أن تتبع تصدیر الحديد إلى الدول العربية اتجاهاً تصاعدياً، لا سيما مع اكتمال المشاريع الكبرى للطرق السريعة والسكك الحديدية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن استمرار التنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص للتغلب على العقبات المالية وتحسين جودة المنتجات، هو مفتاح الحفاظ على هذا النمو.